بلاد الإغريق: البلاد والسكان وأهم الأطوار التاريخية

ظهرت أولى حضارات بلاد الإغريق منذ الألف الثالثة ق.م. وتواصلت الحضارات الإغريقية إلى نهاية القرن الرابع ق.م. ومنذ ذلك التاريخ ظهرت الحضارة الهلينستية التي مثلت حصيلة لالتقاء الحضارة الإغريقية بعديد الحضارات الشرقية وقد تواصلت هذه الحضارة على مدى ثلاثة قرون وشملت خصوصا بلدان الحوض الشرقي للبحر المتوسط غير أن إشعاعها إمتد إلى بقية المناطق المتوسطية. بلاد الإغريق وسكانها: بلاد الإغريق: بلد متوسطي وجبلي، ذو موارد طبيعية متواضعة: تشتت أراضي بلاد الإغريق: تقع بلاد الإغريق في شمال الحوض الشرقي للبحر المتوسط وتتكون من ثلاثة أقسام وهي:جنوب شبه جزيرة البلقان ( القسم القاري) وجزر بحر " إيجة" والساحل الغربي لأسيا الصغرى ( القسم البحري). بلاد الإغريق بلد جبلي: تحتل الجبال ما يقارب ثلاثة أرباع المساحة الجملية لمختلف مناطق بلاد الإغريق، وتتميز بالسهول التي سكنها الإغريقيون بقلة اتساعها وانعزالها عن بعضها البعض غالبا. ونظرا لصعوبة التنقلات البرية لجأ الإغريقيون إلى استعمال البحر في تنقلاتهم لذلك كان البحر يحتل مكانة هامة في تاريخ بلاد الإغريق وحظي باهتمام كبير في الأدب والفن الإغريقيين. موارد طبيعية متواضعة: توفرت للإغريقين أراضي فلاحية قليلة الاتساع والخصوبة غالبا، كما توفرت لهم الحجارة الصلبة الصالحة للبناء والطين وبعض المعادن، غير أن بلاد الإغريق كانت تفتقر إلى بعض الموارد الأساسية مثل القصدير والخشب. سكان بلاد الإغريق: خليط من السكان الأصليين والمهاجرين: أ- السكان الأصليون يعودون إلى العصور الحجرية: تعود أولى التجمعات السكانية التي تم اكتشافها ببلاد الإغريق إلى ما يقارب الخمسة ألاف سنة ق.م. أي أثناء العصر الحجري الحديث. وقد بينت الحفريات الأثرية أن تعمير القسم القاري لبلاد الإغريق لم يكن كثيفا في ذلك العصر. ب- أولى الحركات الهجرية وتكون الأخيين: حوالي سنة 3000 ق.م. شهدت بلاد الإغريق تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين بمن كانوا قبلهم على عين المكان وكونوا الإغريقيين الأوائل الذين أطلقت عليهم تسمية الأخيين.
ج- هجرة الدوريين تتسبب في إعادة توزع السكان:
أثناء القرن 12 ق.م. توافدت على القسم القاري من بلاد الإغريق مجموعات من المهاجرين الجدد أطلق عليهم القسم الدوريين ويعتقد أنهم توافدوا من الشمال. وقد كان لانتشار الدوريين في كثير من مناطق القسم القاري من بلاد الإغريق تأثيرات عميقة على السكان. إذ شهدت بلاد الإغريق على إثر ذلك تنقلات سكانية مثلت في هجرة العديد من الأخيين نحو جزر بحر إيجة والساحل الغربي لأسيا الصغرى، فانضمت هذه المناطق إلى بقية الأراضي المكونة لبلاد الإغريق.