الغلاف الجوي و الغلاف الأحيائي

أهمية الغلاف الجوي:
يقوم الغلاف الجوي للأرض بدور " البيت المكيف " أو " الدفيئة ". ترسل الشمس أشعة مرئية ذات موجات قصيرة قادرة على إختراق الغلاف الجوي . ويمتص سطح الأرض (وخاصة المحيطات) جزاءا كبيرا من هذا الإشعاع فيسخن ثم يرجع هذه الطاقة ( الإشعاع الأرضي ) إلى الغلاف الجوي في شكل موجات طويلة غير قادرة على إختراق الغلاف الجوي فيمتص الهواء الملامس لسطح الأرض هذه الطاقة ويختزنها عن طريق بخار الماء العالق به فترتفع درجة حرارته ويساهم من جديد في تسخين سطح الأرض. وهكذا فإن الغلاف الجوي يختزن الطاقة الشمسية وتعرف عملية الخزن بظاهرة " البيت المكيف " التي بدونها تستحيل الحياة على سطح الأرض إنخفاضا كبيرا في درجة حرارته. والملاحظ أن إرتفاع نسبة أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب التلوث الصناعي ووسائل النقل يزيد من قدرة الهواء على إختزان الحرارة وإرتفاع درجاتها الشيء الذي أصبح يخل بعديد التوازنات الأرضية وخاصة منها ذوبان الغلاف الجليدي مما يؤدي إلى إرتفاع مستوى البحار.
الغلاف الأحيائي :
تعريفه : يقصد بالغلاف الأحيائي ذلك الجزء من كوكب الأرض الذي يحتوي الحياة ويعيلها ويمتد من قاع المحيط حوالي 11000 م تحت سطح البحر إلى قمم أعلى الجبال ( حوالي 8000 م). والحياة نادرة على الحدود القصوى للنطاق الحيوي إذ لا نصادف بقمم أعلى الجبال سوى أنواع من البكتيريا والفطريات وذلك بسبب شدة البرودة كما لا نصادف بالأعماق السحيقة للمحيطات سوى أنواع قليلة من الكائنات الحية.توفر الشمس الطاقة اللازمة للحياة وتتفاعل مختلف العناصر المكونة للأرض من كائنات حية وعناصر كيميائية ( غازية – سائلة – صلبة ) مع بعضها البعض وتتأقلم مع الظروف التي يوفرها كل عنصر من هذه العناصر مما يفسر تغاير الأحيائي في المكان والزمان ويظهر ذلك في الترب والغطاء النباتي الطبيعي خاصة.
التربة:
تجسم التربة أحسن مظهر للتفاعل القائم بين غلافات الكرة الأرضية الثلاثة الصخري والجوي ولمائي. فالتربة وسط حي تتكون عند التقاء هذه العناصر وتتألف من: مواد معدنية ناتجة عن تفت الصخور ميكانيكيا وتحللها كيميائيا مواد عضوية ناتجة أساسا عن تحلل النباتات وتسمى الدبال. تحوي التربة أيضا الماء والهواء وتعيش بداخلها حشرات كثيرة كالديدان والبكتيريا وهي تقوم بدور كبير في عملية التهوئة وفي تحويل المواد العضوية إلى دبال الذي يغذي بدوره النيات. لا يزيد معدل سمك التربة في أغلب الأحيان عن متر واحد وهي ترتبط في تكونها وفي ثرائها بعناصر المناخ (الحرارة الوروطبة خاصة). أصبحت التربة عرضة للتلوث نتيجة سوء استخدام المواد الكيمياوية من مبيدات وأسمدة ولتصريف المخلفات السائلة أو الصلبة.
النبات الطبيعي:
ينتظم الغطاء النباتي الطبيعي في شكل توكينات (أو تشكيلات) نباتية غابية أو عبية منفردة أو أحيانا مختلطة تمثل التكوينات الغابية مجموعتين: التكوينات الغابية للنطاق الحار الرطب وهي غابات كثيفة دائمة الاخضرار توجد أكبر مساحتها بحوض نهري الأمازون والزايير. التكوينات الغابية للنطاق المعتدل والرطب وهي تتكون من الغابة المخروطية والغابة النفضية أما التكوينات العشبية فتضم السفانا بالنطاق البيداري (المناخ المداري الرطب) والمروج بالنطاق المعتدل والتندرة بالنطاق القطبي البارد تغطي التكوينات العشبية مساحات شاسعة وهي تشهد تقلصا في مساحاتها في المناطق المدارية والمعتدلة بسبب توسع الزراعات على حسابها.
إن غلافات الأرض مترابطة ومتفاعلة فما بينها وكل تغيير يطرأ على إحداها يؤثر بالضرورة في بقية العناصر التي تنتمي إلى نظام واحد هو النظام الأرضي.